Monday, February 21, 2011

المرونة تغلب الذكاء

"لكل مشكلة حل" هذا ما قاله حكماء كل عصر، وهي حقيقة لا يجب إنكارها؛ مصداقاً للحكمة الإلهية التي جعلت لكل داء دواء؛ لكن المشكلة هي في الوصول إلى هذا الدواء أو هذا الحل.. والحكاية التالية تكشف حقيقة ذلك..


تحكي الحكاية القديمة الشهيرة أن مزارعاً اضطرّ لاقتراض مبلغ من المال من أحد المرابين، وقد أعجب هذا المرابي بابنة المزارع.. وعندما جاء موعد استحقاق القرض بفوائده لم يكن لدى المزارع ما يكفي لقضاء الدين، وأبى المرابي إمهاله حتى يجمع بقية المبلغ؛ لكنه عرض عليه أن يعفيه من القرض بشرط أن يزوّجه ابنته.


كان العرض صادماً للمزارع وابنته التي استبشعت منظر المرابي وفكرة الاقتران به.. وعندما تدخّل أهل الخير لإثناء المرابي عن فكرته، فكّر الماكر بحيلة ما؛ فتظاهر أنه سيترك المزارع وابنته للقدر كي يقرر هذا الأمر، وأخبرهم أنه سيضع حصاتين إحداهما سوداء والأخرى بيضاء في كيس النقود، وعلى الفتاة التقاط إحدى الحصاتين؛ فإذا التقطت الحصاة السوداء تصبح زوجته ويتنازل عن قرض أبيها، أما إذا التقطت الحصاة البيضاء فساعتها تكون قد فازت بنفسها ولم تتزوج به، وفي نفس الوقت ينجو والدها من السجن ومن ردّ المال المقترَض.


انتبهت الفتاة إلى أن الرجل قد التقط حصاتين سوداوين، ووضعهما في الكيس، قبل أن يطلب من الفتاة التقاط حصاة واحدة منهما.


مثل هذه الظروف تمرّ بنا جميعاً؛ تسودّ الدنيا في وجوهنا؛ لأننا نكون متيقنين أنه ما من خلاص مما نحن فيه، وهذا ما يجعل الكثير منا يلجأ إلى الحلول السلبية؛ إما بالتحوّل لطريق خاطئ أو التنازل عن حقه، أو حتى الانتحار.


لكن الفتاة فكّرت في مصيرها وأن الحلول التقليدية المطروحة تنحصر في التضحية بنفسها والزواج من المرابي في سبيل إنقاذ والدها، أو فضح المرابي وإثبات غشه، وهنا تدخل في مغامرة غير محسوبة تحتمل نتيجة أن المرابي سينتقم لكرامته ويصرّ على سجن والدها.


إن ورطة هذه الفتاة لا يمكن الخلاص منها بالتفكير المنطقي الاعتيادي أو الظاهري.. وهنا تخلّت الفتاة عن قلقها وتوتّرها وبدأت تفكّر بشكل مختلف تماماً، اعتمدت فيها على منظور أنها لم تعرف ما في الكيس، وتخيّلت لو أنها مدت يدها وأخذت حصاة من الحصاتين؛ فإن هناك احتمالاً أن تكون بيضاء أو سوداء، ومن ثم تكون الحصاة داخل الكيس هي الحصاة المخالفة..



وهنا مدّت يدها بسرعة لتلتقط حصاة ما، ثم تظاهرت بشيء من القلق قبل أن تفتح يدها أو تنظر إلى لون الحصاة، ثم تعثرت وأسقطت الحصاة من يدها، وبذلك لا يمكن الجزم بلون الحصاة التي التقطتها.


وهنا تقدّمت الفتاة سريعاً بالحل البديل بأنه يمكننا النظر لما في الكيس لمعرفة الحصاة المفقودة.. ولما كانت الحصاة في الكيس سوداء؛ فإن ذلك يعني أن ما التقطته كان الحصاة البيضاء.


وبهذا نجت الفتاة من الزيجة التعسة، ونجا والدها من السجن ومن الديْن معاً.


هذه القصة لا تعكس الذكاء بقدر ما تعكس طريقة التفكير ذاتها.. فمن الطبيعي أن تتفاوت نسبة الذكاء بين الأشخاص؛ لكن لا يحدث دومًا أن يتوصل الأذكى للطريق الأقصر، أو للحل المناسب؛ بل إن من يملك المرونة لتغيير طريقة تفكيره في المواقف المختلفة تكون فرصته أكبر لمعالجة المشاكل وإيجاد الحلول.


هناك مثلاً من يتعامل مع مشكلة نقص المادة بزيادة العمل؛ لإيجاد دخل أكبر، ولو فكّر بطريقة مختلفة لوجد أن هناك حلولاً مختلفة كثيرة؛ منها التخلي عن بعض الكماليات أو الرفاهيات أو الأمور الثانوية في حياته؛ بحيث تقلّ المادة المطلوبة للإنفاق.


وهناك من يتعامل مع مشكلة تأخرّه عن العمل بركوب مواصلات مزدحمة، أو أخرى أكثر تكلفة، أو تغيير الطريق للعمل.. وفي كل مرة يفشل، يدّعي أنه فعل ما في وسعه؛ وذلك لأنه يحصر نفسه دائماً في طريقة تفكير أحادية الرؤية أو الزاوية، ولو فكر في الأمر بشكل مختلف، وهو أن هذا الطريق عبارة عن معادلة من قطبين هما الزمن والمسافة؛ فلماذا يحصر تفكيره دائماً في المسافة ويترك عنصر الزمن؟ لماذا لا يخرج في وقت مبكر مثلاً عن الوقت الذي يخرج فيه.


والأمثلة كثيرة في حياتنا؛ لكن المهم أن ندرك ونتيقّن من أن لكل مشكلة حلاً؛ ليس على التغليب؛ بل على الحصر.. حاول في كل مرة تفشل فيها في إيجاد الحل أن تتخلى عن زاوية رؤيتك وعن طريقة تفكيرك؛ لتستطيع التفكير من منطلق آخر.

http://www.boswtol.com/self-development/personality-self-help/11/february/16/27432

مبادئ تنمية الشخصية و التنبؤ بسلوك الآخرين

كيف يمكنك أن تنمى شخصيتك ؟

كيف تتعرف على من حولك من خلال مظهرهم و طعامهم و بيئتهم و فصائل دمهم .. إذا كنت ترغب فى التعرف على سلوكيات و طباع من حولك و تحاول توقع تصرفاتهم و فهم شخصياتهم بالطريقة الصحيحة ، و تهتم بتحليل الشخصيات المختلفة ، و إتقان فن الإستماع للـ أفكار المخفية فى الكلام و كشف الكذب ، و فى نفس الوقت تطمح إلى معرفة نظرة الناس لك و أفكارهم عنك ، فما عليك إلا أن تتابع هذه السلسلة التى ستساعدك فى شحذ ملكة الفراسة لديك ، و أن تصبح على وعى أشمل و أدق بـ متاهة الرسائل السلوكية و التلميحات التى يصدرها الآخرون حولك ، و خصوصاً تلك المشفرة بـ سلسلة لا متناهية من الإشارات و الكلمات و الحركات و التصرفات و أساليب الحياه و التعامل و المظهر الخارجى بكل تجلياته أيضاً ، و قبل الدخول فى أنواع تحليل الشخصية الإنسانية
لابد أولاً من التعرف على معنى الشخصية .

لقد إختلف علماء النفس كثيراًُ فى تعريف الشخصية ، حتى وصل عدد تعاريف الشخصية إلى أربعين تعريفاً ، و يحددها بعض الباحثين على أنها مجموعة الصفات الجسمية و العقلية و الإنفعالية و الإجتماعية التى تظهر فى العلاقات الإجتماعية لـ فرد بعينه و تميزه عن غيره .

و يرجع إهتمام العلماء و الباحثين بالشخصية الإنسانية إلى الواقع العالمى المنكوس حيث بات الإنسان يعيش غريباً معزولاً عن أعماق ذاته ، و يحيا مقهوراً من أجل الوسط المادى الذى يعيش فيه ، و لأن خلاص الإنسانية الأكبر لا يكون إلا بالنمو الروحى و العقلى للإنسان ، و تحسين ذاته و إدراتها على نحو أفضل و ليس فى تنمية الموارد المحدودة المهددة بـ الهلاك .

و أكد الخبراء أن تنمية الشخصية لا تحتاج إلى مال أو إمكانات أو فكر معقد ، و إنما الحاجة تكمن فى الإرادة الصلبة و العزيمة القوية ، و قد علمتنا تجارب الأمم السابقة أن أفضل طريقة لمواجهة الخارج و ضغوطه الصعبة تكمن فى تدعيم الداخل و إصلاح الذات و إكتساب عادات جديدة ثم يأتى بعد ذلك النصر و التمكين ، و هذا ما نستنتجه من الآية الكريمة ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .

مبادئ تنمية الشخصية

يتم تنمية الشخصية على الصعيد الفردى ، و تشمل أولاً التمحور حول مبدأ ، فإذا أراد الإنسان أن يعيش وفق مبادئه ، و أراد إلى جانب ذلك أن يحقق مصالحه إلى الحد الأقصى فإنه بذلك يحاول الجمع بين نقيضين ، فيضطر فى كثير من الأحيان إلى التضحية بأحدهما حتى يستقيم له أمر الآخر ، و قد أثبتت المبادئ عير التاريخ أنها قادرة على الإنتصار تارة تلو الأخرى ، و ان الذى يخسر مبادئه يخسر ذاته ، و من خسر ذاته لا يصح أن يقال أنه كسب بعد ذلك أى شئ .

و ثانياً : المحافظة على الصورة الكلية فـ النهج الدينى فى بناء الشخصية يقوم على أساس الشمول و التكامل فى كل الأبعاد ، و ليس غريباً أن نرى من ينجذب بشكل عجيب نحو من المحاور و يترك باقيها دون أدنى إهتمام ، و حتى لا تفقد الصورة الكلية فى الشخصية ينبغى النظر دائماً خارج الذات من أجل المقارنة مع السياق الإجتماعى العام ، و النظر الدائم فى مدى خدمة بناء النفس فى تحقيق الأهداف الكلية .

و يرى الدكتور على بادحدح فى كتابه ( الطريق إلى الشخصية المؤثرة ) ضرورة الإلتزام بـ العهود الصغيرة ، فـ قطرات الماء حين تتراكم تشكل فى النهاية بحراً ، كما تشكل ذرات الرمل جبلاً ، كذلك الأعمال الطيبة فإنها حين تتراكم تجعل الإنسان رجلاً عظيماً ، و قد أثبتت التجربة أن أفضل السبل لـ صقل شخصية المرء هو إلتزامه بـ عادات و سلوكيات محددة صغيرة ، كأن يقطع على نفسه ان يقرأ فى اليوم جزءاً من القراءن او يمشى نصف ساعة مهما كانت الظروف و الأجواء بحيث يكون الإلتزام ضمن الطاقة و صارماً فإن ( أحب الأعمال إلى الله أدومها و إن قل ) .

و من أهم مبادئ تنمية الشخصية عمل ما هو ممكن الآن ، و ذلك بالإفتراض أن الإنسان لم يصل إلى القاع بعد ، و ان الأسوأ ربما يكون فى الطريق ، و هو ما جعله ينتهز الفرص و لا ينشغل بالأبواب التى أُغلقت ، و لابد أيضاً من الإعتقاد أن التحسن قد يطرأ يوماًَ لكن لا ندرى متى سيكون ، و لكن ذلك لا يعنى الانتظار حتى تتحسن الظروف .

و شدد خبراء النفس على مجموعة من الوصايا الصغرى تحدد طريقة مسارالإنسان فى حركته اليومية ، و هى بمثابة مبادئ ثابتة ، و تشمل :

* السعى لمرضاة الله دائماً *
* إستحضار النية الصالحة فى عمل مباح *
* عدم المجادلة فى الخصوصيات *
* النجاح فى المنزل أولاً *
* المحافظة على اللياقة البدنية *
* عدم ترك عادة الرياضة مهما كانت الظروف *
* عدم المساومة على الشرف أو الكرامة *
* الاستماع للطرفين قبل إصدار الحكم *
* التعود على إستشارة أهل الخبرة *
* الدفاع عن الأشخاص الغائبين *
* مشاركة الزملاء و تسهيل نجاحهم *
* وضع أهداف مرحلية قصيرة *
* توفير شئ من الدخل المادى للـ طوارئ *
* إخضاع الدوافع للـ مبادئ *
* تطوير المهارات كل عام *

أما تنمية الشخصية على صعيد العلاقات مع الآخرين ، فتتمثل فى تحسين الذات أولاً بتقدير شعور الآخرين و تفهم مطالبهم ،



فـ الأب الذى يريد من أبنه أن يكون باراً مُطالباً بأن يكون أباًعطوفاً أولاً ، و الجار الذى يريد من جيرانه أن يقدموا له يد العون يجب أن يبذل لهم يد العون ، و ذلك تحت شعار البداية من عندى ، و بالإشارات غير اللفظية أى بالتصرف الذى يعبر عن تقديرنا و حبنا للآخرين بشكل غير مباشر يفهمونه ، مثل عيادة المريض أو تقديم يد العون فى أزمة أو باقة ورد فى مناسبة أو حتى الصفح عن زلة فهو فى الغالب أشد و أعمق تأثيراً فى النفس البشرية .

و ذكر الدكتور عبد الكريم بكار فى كتابه ( تنمية الشخصية ) أن الإنسان يحتاج إلى تقصير المسافة بينه و بين الآخرين و تكوين علاقات صداقة تقرب القلوب إلى بعضها ، فقد اثبتت الدراسات أن الذين يفقدون شخصاً يثقون به و قريباً منهم لهم اشد عرضة للاكتئاب ، بل و إن بعض صور الإضطراب العقلى تنشأ من مواجهة الأنسان لـ مشاق و صعوبات كبرى دون من يسانده ، لذلك إن وجد الإنسان ذلك الأخ الحميم فليحسن معاشرته ، و ليؤد حقوقه ، و ليصفح عن زلاته ، إلى جانب الإعترف و التقدير ، فالإنسان مهما كان عبقرياً و فذاً و ناجحاً فإنه يظل متلهفاً لمعرفة إنطباع الناس عنه ، و كثيراً ما يؤدى التشجيع إلى تفجير أفضل ما لدى الأمة من طاقات كامنة و كذلك فعل النبى صلى الله عليه وسلم ، حيث وصف أصحابه بصفات تميزهم عن غيرهم ، فإكتشاف الميزات التى يمتلكها الناس بحاجة إلى نوع من الفراسة و الإبداع ، و قبل ذلك الإهتمام .